Saturday, 23 January 2016

حالة اكتئاب ما بعد الرحلات التبشيرية

بعد عودتى من رحلتى الاولى للصين اصابتنى حالة من الاكتئاب لم ادرى سببها .. ولكنى علمت بعد ذلك انه هناك مايسمى بحالة اكتئاب مابعد الرحلات التبشيرية .. الحقيقية لايوجد مبرر حقيقى وواضح لحالة الاكتئاب .. لانه عادة ماتكون هذه الرحلات مثمرة ويرى فيها الخدام عمل الرب بكل وضوح .. يروه فى النفوس الضالة التى تجد احضان الراعى وتفرح به .. يروه فى العجائب والتدابير التى تحدث بصفة مستمرة وعلى مدى اللحظة فى حياة كل خادم .. وكما يقال دائما المستفيد الاول من الرحلات التبشيرية هو الخادم نفسه ..
وعليه فقد قررت ان ابحث واكتشف سر وسبب هذه الحالة التى لا مبرر لها .. ووجدت الاتى:
هناك اربع مراحل تحدث بعد العودة من الرحلة التبشيرية:
١. الارهاق والتعب: هذا شئ طبيعى فقد سافرت الاف الاميال .. بذلت مجهود خرافى .. لم تنل قسط واف من الراحة .. اضف الى ذلك فروق التوقيت .. قلة الامكانيات والاحساس بالغربة .. الحل بسيط .. يوم او يومين راحة كافين لاعادة الحياه لطبيعتها ..
٢. فى المرحلة الثانية يتحول الارهاق الى اكتئاب .. فقد ذقت طعم السعادة فى وسط ظروف الفقر وقد اختبرت السلام بالرغم من المعاناه وقسوة الحياه .. نظرت حولك ولم تجد احد يفهم مايجول بخاطرك ولايشعر بصرخات قلبك .. فانت تريد ان تعود الى هناك .. الى المكان حيث رأيت الله .. وحيث اسعدت القلوب بالخبر السار .. وحيث اشبعت الجموع بالحب .. ولكنك لا تملك الاختيار .. فانت فى بلدك وعليك ان تعود لحياتك الروتينية التى اصبحت بالنسبة لك حياه مملة ..
ولكن هناك امل .. فانت لست مضطر ان تعود لحياتك الطبيعية حتى لو عادت هى اليك .. ف الله الذى تمجد هناك هو نفسه الله الممسك بيمينك والذى يقودك هنا ..
٣. الاحباط الحضارى هو المرحلة الثالثة .. لقد اكتشفت الان ان لا احد ممن حولك يهتم او يكترث بخلاص النفوس .. الكل مشغول ويدور فى دوامة العمل والمشاكل والهموم .. انت تريد ان تصرخ لتجذب انتباه الاخرين الى العمل الكرازى .. انت تريد ان تقول "تعالوا ذوقوا وانظروا ما اطيب الرب" .. وليس من يسمع .. ولكن عليك ان تتذكر ان الرحلة التبشيرية قد احدثت هذا التأثير القوى والتغيير الفعلى فى نفسك وفى قلبك انت وليس فى نفوس وقلوب الاخرين .. فلا تحاول ان تغيرهم .. فمحاولاتك لن تجد .. بل عليك بالاحرى الا تفقد الامل فقد يحدث التغيير فى حياة الاخرين عندما يرون حجم وعمق التغيير فى حياتك وقلبك .. فلا تتعب نفسك كثيراً بالكلام فقط اعمل على استمرار تغييرك الداخلى ودع الله يعمل فى قلوب الاخرين كما يشاء ..
٤. القرار الحاسم: انت الان امام مفترق طرق ولك حرية الاختيار .. بامكانك ان تنسى كل شئ .. الرحلة .. الثمر .. عمل الله .. وتعود لحياتك الطبيعية التى تعودت عليها قبل الرحلة .. او تتبنى حياتك الجديدة بفرح وتشكر عليها .. وهنا يكمن التحدى .. فانت مطالب بان تجاهد من اجل ان تبقى الشمعة مضاءة والروح متحمسة .. هذه هى مسؤليتك الجديدة ..
الحياه من اجل هدف معين .. لا تفقد هدفك .. ولاتدع هدفك يضيع فى وسط مشاغل الحياه .. هدفك هو خلاص النفوس .. لقد اعطاك الله هدية رائعة عندما ذهبت فى رحلتك التبشيرية .. فلا تفقد هذه الهدية الالهية .. لاتفقد الهدف .. لاتنسى المهمة .. فخلاص النفوس مهمة مستمرة يمكن القيام بها فى كل مكان .. مع الجميع .. بلا توقف ..
السند الوحيد والجديد فى مهمتك الجديدة هو الصلاه .. الصلاه هى الجسر الذى سيجعلك تشعر بانفاس الله .. الصلاه ستجعلك تسمع صوت الله .. الصلاه سوف تعطيك نعمة الرؤية وسترى عمل الله فى حياتك .. الصلاه هى الشعور بيد الله القائد الذى يسير بك فى طريقه حتى تصل الى سمائه .. ارجوك لاتفقد هدفك .. ولاتضيع فرصة لخلاص نفس .. ولا تستهن بقوة الصلاه .. 🙏

اخذت بتصرف من preparemymission.com

No comments:

Post a Comment